قفزت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة يوم الاثنين، لتحوم أسفل مستوى 4,100.0000 دولار للأونصة بقليل، حيث عززت التوترات التجارية المتجددة بين الولايات المتحدة والصين جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن.

ارتفع الذهب الفوري بنسبة 1.4% إلى 4,074.4200 دولار للأونصة بحلول الساعة 01:59 مساءً بتوقيت السعودية. وصعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة بنسبة 2.3% إلى 4,093.2000 دولار للأونصة. كما وصلت الفضة إلى مستوى قياسي جديد، مستفيدة من الزخم في أسواق المعادن النفيسة.

ارتفعت أسعار المعدن النفيس بعد أن صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حدة النزاع التجاري مع الصين في نهاية الأسبوع الماضي، مما أدى إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية ودفع المستثمرين للتدفق نحو الذهب الذي يُنظر إليه كملاذ آمن نسبياً. عادة ما يُعتبر المعدن الأصفر ملاذاً للاستثمار خلال أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو السياسي.

بعد إعلان بكين عن توسيع ضوابط تصدير بعض المواد الأرضية النادرة، التي تلعب أدواراً حاسمة في مجموعة من الصناعات، هدد ترامب يوم الجمعة بفرض رسوم إضافية بنسبة 100% على البضائع القادمة من الصين إلى الولايات المتحدة.

كما حذر من ضوابط تصدير أمريكية جديدة على "أي وكل البرمجيات الحيوية" بحلول 1 نوفمبر، وأشار إلى أنه لم يعد هناك سبب للاجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ في قمة مرتقبة في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر. ومع ذلك، لم يتم إلغاء الاجتماع المخطط له.

أعادت تصريحات ترامب إثارة المخاوف بشأن مخاطر السوق التي تشكلها التعريفات الدولية المتصاعدة المحتملة، بعد فترة هدوء نسبية منذ التهدئة المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين في وقت سابق من هذا العام.

ومع ذلك، يبدو أن ترامب تبنى موقفاً أقل حدة منذ ذلك الحين، حيث قال خلال عطلة نهاية الأسبوع إن كل شيء سيكون "على ما يرام" وأن واشنطن لا تسعى إلى "إيذاء" الصين.

في الوقت نفسه، دعمت بكين قيودها على تصدير العناصر الأرضية النادرة والمعدات باعتبارها رد فعل ضروري على العدوان الأمريكي، على الرغم من أنها لم تفرض رسوماً جديدة على المنتجات الأمريكية.

"قد ينتهي هذا النزاع الأخير إذا سادت العقول الهادئة،" كما جادل محللون في كابيتال إيكونوميكس في مذكرة، مضيفين أن الاجتماع المخطط له بين ترامب وشي قد يوفر "مخرجاً".

"لكن هناك بالتأكيد خطر من أن يتشبث كلا الجانبين بمواقفهما، متوقعين أن ينهار خصمهم أولاً. وبينما أثبت الاقتصاد الصيني مرونة أكبر في مواجهة التعريفات الأمريكية مما كان يخشى الكثيرون، لا يزال هناك احتمال كبير للتراجع من خلاف أعمق مع الولايات المتحدة."

طغت التطورات المتعلقة بالتجارة على ما كان يمثل بعض العوامل السلبية التي تواجه الذهب في أعقاب وقف هش لإطلاق النار في صراع استمر عدة سنوات بين إسرائيل وحماس في غزة، وفقاً لمحللين نقلت عنهم رويترز.

قدمت التوقعات الواسعة بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في 28-29 أكتوبر، دعماً إضافياً للذهب غير المدر للعائد. من المقرر أن يتحدث رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في فعالية يوم الثلاثاء، بينما من المقرر أيضاً أن يدلي صانعو السياسة الآخرون بتصريحات هذا الأسبوع.

حتى الآن هذا العام، ارتفع الذهب بأكثر من 50%، مدفوعاً بمزيج من العوامل، بما في ذلك الرهانات على خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، ومشتريات البنوك المركزية من الذهب، والتدفقات القوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة المرتبطة بالذهب.